-->

موضوع تعبير عن الاخلاق وحسن الخلق

موضوع تعبير عن الاخلاق وحسن الخلق
موقع المدرس يقدم لكم أبنائنا الأعزاء طلبة وطالبات موضوع تعبير عن الاخلاق وحسن الخلق، حيث سيتناول هذا الموضوع الاخلاق الفاضلة وكيفية نشرها بين الناس، إن للأخلاق أهمية عظيمة وكبيرة في حياة الإنسان وسلوكه وعلاقته مع غيره من البشر أهمية تفوق حاجته إلى الطعام والشراب، حيث أن الأخلاق هي عنوان الشعوب، وقد حثت عليها جميع الأديان، فهي أساس الحضارة، ووسيلة للمعاملة بين الناس.

موضوع تعبير عن الاخلاق وحسن الخلق

عند كتابة الموضوع إختر إحدى المقدمتين الاتيتين فقط ولا تكتب الأثنين.

مقدمة موضوع تعبير عن الاخلاق :-
الأخلاق ليست قيمة بل موضوع، وحتى تصبح قيمة يجب أن نَصِفها، فنقول أخلاق حسنة أو سيئة. فإذا كانت السياسة هي موضوع إدارة المجتمع فإن الأخلاق هي إدارة النفس؛ وبذلك يكون موضوع "العقل السياسي" هو السياسة كما وقعت وتقع بالفعل، أما "العقل الأخلاقي" فموضوعه السياسة كما ينبغي أن تكون. وكان فلاسفة الإغريق يعتبرون أن "العلم المدني" يتكون من قسمين: القسم الأول "الأخلاق" والقسم الثاني هو "السياسة".
العقل السياسي يؤسسه ويوجهه "النظام المعرفي" وليس "النظام القيمي"، أما العقل الأخلاقي فبالعكس، أي يوجهه "النظام القيمي" وليس "النظام المعرفي".
"والفكر الأخلاقي" هو الكلام المنظّم المكتوب (أو المحفوظ) الداعي إلى التحلي بنوع معين من الأخلاق. أما الأخلاق المطبقة فعلاً فهي "السلوك". ولذلك تُشتقّ الصفة الخلقية في اللغة العربية من صيغة "فعيل" فنقول: كريم، حفيظ، نبيل، وهي صيغة تعبّر عن القوة والرسوخ، وتقترب من أن تكون جزءاً من الطبيعة. ويعبّر علماء الصرف عن قوة هذه الصيغة بتسميتها "الصفةَ المشبهةَ بالفعل" لانها في النحو تفعل في المضاف إليه فعلَ فعلها: مثال إني وإن كنتُ الأخيرََ زمانُه لآت بما لا تستطعه الأوائل والأخيرَ هنا "صفة مشبهة" خبر كنت منصوبة، وزمانُه فاعل الأخير مرفوع.

مقدمة موضوع تعبير عن الاخلاق :-
إن للأخلاق أهمية عظيمة وكبيرة في حياة الإنسان وسلوكه وعلاقته مع غيره من البشر، أهمية تفوق حاجته إلى الطعام والشراب؛ لأن أخلاقه وأسلوب تعامله مع الغير هوالذي يحدد مسار حياته الدنيوية والأخروية.
والاحتكاك في هذه الدنيا لابد منه؛ غير أن الإنسان الذي يتعامل مع غيره بالأخلاق الفاضلة والحسنة هوالسعيد في الدارين؛ لاسيما إذا اهتدى واسترشد الطريق السوي والمستقيم من القرآن الكريم، وسنة نبينا محمدr وهذا هو المطلوب منا.
وإذا تدبرت معاني القرآن الكريم والنبوية لوجدت أن الدين كله أخلاق، وما أهلك وعذب بعض الأمم السابقين إلا بعد انحرافهم عن الطريق السوي والمستقيم بسبب أخلاقهم المخالفة للتعاليم الإلهية.

شاهد :- موضوع تعبير كامل عن التلوث

موضوع تعبير عن الاخلاق وحسن الخلق :-
الاخلاق كنظرية هي ضرورة اجتماعية؛ والسلوك، باعتباره تجلّي نظرية الاخلاق، لا مجال له الا في مجتمع، وحتى لو كان هذا المجتمع مكوّن من إثنين فقط. ولذلك كان العمل الواعي الذي قام به "روبنسون كروزو" في جزيرته المنقطعة، فيما يخص تعامله مع المواد والنباتات والحيوانات والظروف المحيطة به، تدبّرٌ لامره أو إدارةٌ لشئونه، ولم يصل ذلك العمل الى مرتبة السلوك. أما العمل الذي يقوم به الانسان في أي مجتمع هو سلوك لانه ذو علاقة بآخر في مجتمعه.
قلنا أن الاخلاق جزء من الخِلقة، أما السلوك فهي تجليها في العلاقة مع الناس؛ ولذلك ترى المجتمعاتُ الحديثة أن القوانين ومايلحقها من عقوبات ومكافآت تنحصر بالسلوك وليس بالاخلاق؛ ومن الجدير بالذكر هنا أن الاخلاق حينما يُعلَن عنها (حتى إن لم تُمارَس) تصبحُ سلوكا لانها تؤثر ع الاخرين سلبا أو ايجابا.
والمجتمعات العربية الاسلامية (مهما زعمت من حداثة) مازال السلوك فيها (حتى يومنا هذا) يستند الى القيَم الاخلاقية التي اعتُمِدت في اواخر العصر الاموي وأوائل العصر العباسي. تلك القيَم بُنيت ع دعائم الاخلاق الفارسية التي برزت عند تعريب الدواوين في عهد عبد الملك بن مروان (646- 705م) فيما يخص الادارات، وفي عهد ابنه هشام (690-743م) فيما يخص القضايا السياسية والدبلوماسية وخاصة نظام البلاط الساساني.
وكان الماوردي (توفي 1058م) قد نظّر للأخلاق من الموروث الفارسي في مواجهة الاخلاق من الموروث اليوناني. ففي حين كان رئيس "جمهورية افلاطون الفاضلة" هو الفيلسوف الذي لم يرشحه لهذا المنصب سوى علمه الواسع ومؤهلاته الشخصية وعشرات السنين التي قضاها في التعلّم، فإن رئيس "مملكة الماوردي الفاضلة" يختاره الله من دون سائر البشر. ولتبرير ذلك يقول الماوردي "إن الله فضّل النبات ع الجماد، وفضّل الحيوان ع النبات، وفضّل الانسان ع الحيوان، وفضّل الملوك ع طبقات البشر...فالله أكرمهم (الملوك) بالصفة التي وصف بها نفسه فسماهم ملوكا، وسمى نفسه ملكا...كما سماهم رُعاة تشبيها بالذين يرعون السوائم والبهائم...فسماهم الحكماء ساسةً إذ كان محلهم من مسوسيهم محل السائس مما يسوسه من البهائم والدواب العاجزة عن القيام بأمور انفسها والقاصرة عن العلم بمصالحها... وأما اهل اللغة فسمّوا الملك رأسا، إذ جعلوا محله من رعيته محل الرأس من البدن وكل الاعضاء مسخّرة له ومهيأة لحمله...". ويطلب الماوردي من "الملك الفاضل" أن لا ينسى الرعية في تشبهه بالله؛ فالله قد وصف نفسه بالرحمة بخلقه والعدل عليهم، واذن فعلى "السائس الكامل" ان يعدل في رعيته وأن يكون رحيما بهم.
ويتساءل محمد عابد الجابري: لماذا تم اللجوء إلى الموروث الفارسي ع عهد الأمويين بدل الموروث الروماني البيزنطي الذي كان أقرب جغرافيا وتاريخيا إلى الأمويين وعاصمتهم دمشق؟ ويجيب الجابري (في كتابه العقل الاخلاقي العربي) بأنه يمكن إرجاع ذلك الى كون الموروث الفارسي كان قد صار موروثاً بالفعل، بمعنى أن الأمويين كانوا قد ورثوا بالفعل الدولة الساسانية وحضارتها، ورثوا أرضها وسكانها وكل شيء فيها، فلم تعد تشكل "الآخر" بالنسبة لهم كما كان الشأن بالنسبة للروم البيزنطيين. كانت علاقة الأمويين مع هؤلاء علاقة حرب، أما علاقتهم مع الفرس فقد صارت بمثابة علاقة الشخص مع أناه/الآخر (حبيبته، زوجته، أمه، ولده، صديقه، خادمه، صورته في المرآة ألخ). لم يكن هناك مع الروم غالب ولا مغلوب، حتى يقلد أحدهما الآخر، أما الفرس فقد صاروا المغلوب الذي يقلده الغالب.
والى جانب ذلك يجب إعطاء حاجة الدولة الدور الذي تستحقه في هذا المقام. كانت الدولة الاموية في حاجة الى "اخلاق الطاعة" وهذه كانت في الموروث الفارسي أبرز، بل لربما كان يخلو منها الموروث الروماني. وع كل حال لم يصلنا شيء منها ضمن الموروث اليوناني/الروماني الذي احتفظ لنا به التاريخ.
وفي هذا المجال، يقوم المنقول من الموروث الفارسي ع ثلاثة "أقانيم" أخلاقية، وهي: أخلاق السلطان، وأخلاق الخاصة، وأخلاق العامة.
1- السلطان: أقنومه الاخلاقي هو التفرّد والتعالي. وما ينطبق ع السلطان ينطبق ع أي رئيس في أي مستوى. فإذا كان الرئيس لا يتصرف انطلاقا من الحد الادنى للتفرد أعتُبِر رئيسا غير صالح، ودون مستوى الرئاسة.. وكذلك الامر إن لم يتمتّع بالحد الادنى من التعالي، أي سيُعتبر رئيسا غير صالح إذا كان متواضعا جدا. وأحد المثقفي الذي يُعتبر تقدميا وليبراليا قيَمَ لي أحد السفراء بأنه ضعيف ولا يصلح؛ واستند في هذا التقييم ع أن هذا السفير كان اذا احتاج أحدَ الموظفين يذهب الى مكتب ذلك الموظف بدلا من استدعائه الى مكتبه. وكان هذا السفير ايضا لا يبتّ بقرار قبل ان يستمزج راي الجميع (أي جميع من سيتأثر بذلك القرار). ومن السائد عند ذلك المثقف والاخرين أن القيادة تحتاج شيئا من التفرد والتعالي، طبعا بدون شطط.
2- الخاصة: المقصود بالخاصة هم حاشية السلطان، من الخدم الى الوزير مرورا بالكتّاب في بلاط السلطان. وأقنومهم الاخلاقي هو الخدمة والحذر. وقد بدأ عبد الحميد الكاتب (توفي عام 750م) التنظيرَ والتأطير لسلوك هؤلاء، ولكن عبد الله بن المقفع (توفي عام 759م) شكّل عصر النضوج لذلك التأطير والتنظير، وقد سمّاهم "مَن ابتلوا بخدمة السلطان". وأكّد ابن المقفع بأنه حتى وإن كان أميره غير مرضي عنه من شعبه ينبغي له المحافظة عليه إلا أن يجد الى الفراق الجميل سبيلا. ونصحه قائلا: إن لم تجد للفراق الجميل سبيلا فروّض نفسَك ع طاعته، وع تصديق مقالته، وع تزيين رأيه، وع تخفيف استقباح اساءته. ولا تحسم في نصيحته، فإنك لن تأمن رفضَه إن أعلمته، ولا عقوبتَه إن كتمتَه. وحدّدَ ابنُ المقفع أزمةَ الخاصة في خدمة السلاطين بأن الواحد منهم يجب أن يكون مستعدا ليكون حافظا إن بَلَوْه، وجَلِدا إن قرّبوه، وأمينا إن ائتمنوه، وذليلا إن ظلموه، وراضيا إن أسخطوه، يعلمهم وهو يريهم انه يتعلم منهم، ويؤدبهم وكأنهم يؤدبوه. وإن لم يكن مستعدا لذلك، فالبعد كل البعد، والحذر منهم كل الحذر. وكانت الحكمة السائدة بين الخاصة: السلطان كالنار، إن ابتعدتَ كثيرا بردتَ، وإن اقتربتَ كثيرا احترقتَ.
3- العامة: وأقنومهم الاخلاقي هو الطاعة والصبر. والطاعة لا تعني طاعة فرد لفرد بل طاعة الجماعة للفرد، فلا وجود للفرد الا الله في السماء والملك ع الارض. ورغم انه لا طاعة في معصية الخالق الا ان ذلك ينطبق ع طاعة فرد لفرد، اما عقل الاخلاق العربي الاسلامي التاريخي فإن طاعة العامة للسلطان غير مشروطة بالعدل، وان كان العدل مستحسنا من السلطان. فإن لم يكن السلطان عادلا فعلى العامة الطاعة والصبر ع أمل ان يغيّر اللهُ سلطانَهم، كما أن عدل السلطان غير مشروط بالطاعة، لان العدل زينة المملكة.
وفيما يخص الثابت والمتحول في ديناميكية الموروث من الاخلاق العربية الاسلامية كما يراها محمد عابد الجابري (في كتابه "عقل الاخلاق العربي")، فإن الثابت هو الطاعة والطائعون، أما المتحوّل فهو المُطاع؛ فكان قادة الثوار ع السلطان يتطلبون طاعةَ العامة تماما كطاعتهم (العامة) للسلطان السابق. كان ذلك في سالف العصور، ومازال حتى يومنا هذا. وقد لاحظ عبد الله القصيمي في كتابه "العالم ليس عقلا" أن الطاعة والظلم هما ذاتهما في النظام الملكي العربي والنظام الجمهوري الثوري الذي انقلب عليه؛ وعلّقَ ع ذلك ساخرا "لو أعلن "مجلسُ الاسرة المالكة" انهم الآن اصبحوا "مجلسَ قيادة الثورة" وواصلوا سلوكهم كالسابق لخرجت العامة بقيادة المثقفين يصفقون لهم وللتغيير".
مهما يكن قدر الإنسان وعظمته فلن يكون في المسار الصحيح ولن يكون سعيدا في الدارين مالم تكن لديه أخلاق كريمة، وعند ما نتحدث عن الأخلاق الكريمة لا نتحدث عن الأساطير وبعض القصص التي لاتؤثر في حياتنا اليومية وإنما نتحدث عن تطبيقات جوهرية وحيّة ومؤثرة في نفس الوقت لتغيير سلوكياتنا الفردية والجماعية في آن واحد، إذ الأخلاق الكريمة والفاضلة تبني الأمم وتحييها وتجعلها قوية متماسكة علميّاً واجتماعيّاً وثقافيا
أما الأخلاق المتدهورة المنحرفة والسيئة فإنها تهدم الأمم وتُضعفها وتحولها إلى أمة مشلولة ضعيفة هزيلة غير متماسكة في معظم جوانب حياتها، كما قال الشاعر:
وإنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والسبب الرئيس الذي جعل بعض الأمم تتصارع وتتقاتل يرجع إلى فقدان الأخلاق الحسنة كالصومال مثلا. وللأخلاق مرتبةٌ عظيمة ومكانة كريمة في الإسلام لم تكن في أي دين من الأديان السماوية حتى قال رسولنا المُصطفىr [ بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق ][1] مما يعني أن من أهم أولويات دعوتهr الدعوة إلى الأخلاق الكريمة والفاضلة.
مقياس التفاضل والتفاخر بين الناس هو على قدر تفاوتهم بالأخلاق الفاضلة والتعامل فيما بينهم مصداقاً لقول الرسول r[ إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا][2].
وفي تحديده من هو أقرب وأحب إليه قال:r [إن من أحبكم إلى أحسنكم أخلاقا][3]
وهذا يعني أيضا أن الإقتداء بالرسول r ليس بالمظاهر فقط، أو الادعاء بذلك أو ترديد بعض الشعارات التي لاتُسمن ولاتُغني من جوع في حياتنا اليومية، ومن الاقتداء بالرسول الكريمr وسنته أن تتعامل مع غيرك بلطف ويسر وسماحة في تعاملاتك اليومية وفي شتى المجالات أيضاً.
ولقد أعطانا القرآن الكريم قواعد إرشادية في التعامل بين الناس بسلوكياتهم الدنيوية والأخروية التي تؤدي بدورها إلى النجاح في الدارين.
قال تعالى: [ وقولوا للناس حسنا][4] وقال أيضا [ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم][5]
هكذا التعامل بين الناس في حياتهم اليومية وبقية شؤونهم، أما في الخلافات الأسرية والجماعية قال تعالى[ وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم][6]
[ إن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل][7]
إذ من الأخلاق الفاضلة والكريمة العفو والمسامحة والصفح الجميل في من أساء إلى إخوانه المسلمين.